نصيحة في استغلال الوقت

اهمية الوقت

لا شي يدل على اهمية الوقت اكثر من قول الله تعالى فقد اقسم سبحانه بالوقت فقال تعالى:
" واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى "سورة الليل
"وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ "سورة الفجر
وغيرها من المواقع
ومعروف أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته
وقد بين سبحانه ان هذه الحياة ليست لقضاء الوقت بشيء غير نافع فقال تعالى:
"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ"سورة المؤمنون (115)
فكل هذه الآيات تدل على اهميته ويجب ان لا نفرط فيه .

وبعد خير الكلام نذهب الى خير الهدي وهذا بعض مما ورد عنه في بيان اهمية الوقت ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل :
"لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال"وذكر منها " عن عمره فيم أفناه"
فالعمر هو الوقت الذي يجب الحرص عليه واننا مسؤولون عنه وسنحاسب عليه،
وذكر ان الوقت نعمة فقال صلى الله عليه وسلم
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ"

فهذه هي السنة تؤكد اهمية الوقت ويأتي بعدها السلف في ضرب اروع الامثلة في الحرص على هذا الوقت وقضاءه بشيء مفيد

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
أتاه احد الرسل من احدى المعارك فوصل في وقت الظهر وخشي ان يكون نائما فلم يسأل عنه وبلغ ذلك عمر فقال له :لماذا لم تأتني بالخبر حين وصولك؟
فأجابه: خشيت ان تكون نائما !
فقال له عمر: كيف انام واذا نمت النهار ضيعت امتي وإذا نمت الليل ضيعت نفسي !!!
فهو رضي الله تعالى عنه لا يضيع ساعة من نهار في البحث في شؤون الامة وساعة في الليل يقضيها بالعبادة ويتقرب بها من الله .

عبدالله بن مسعود

"ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي"


قال ابن عقيل رحمه الله :
(إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة،
أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره)






(ذيل طبقات الحنابلة) (1/ 145)


يقول الحسن البصري رحمه الله:

[[ أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم ]].

ونقل عن عامر بن قيس من التابعين

[[ أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: أمسك الشمس ]]


يعني أوقفها لي واحبسها عن المسير لأكلمك، فإن الزمن سريع المضي لا يعود بعد مروره، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها.


ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله:[[ إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ]] وكانوا يجتهدون في الترقي من حال إلى حال خيراً منها، بحيث لا يمر يومٌ لا يستفيدون منه زيادة في الإيمان، ونمواً في العمل الصالح،
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
[[ ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي ]] .

وقال بعضهم:
"من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه".

آخر تحديث
11/1/2009 11:51:41 PM