قصيدة قل للطبيب

بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين على قوى
*** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب
*** مالها من غافر إلا كا
دنياي غرتني وعفوك غرني
*** ماحيلتي في هذه أو ذا كا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا
*** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا
*** تدري له ولكنه إدراكا
أتراك عين والعيون لها مدى
*** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني
*** في كل شيء أستبين علاكا
يامنبت الأزهار عاطرة الشذا
*** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا
يامجري الأنهار : ماجريانها
*** إلا انفعالة قطرة لنداكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى
*** واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها
*** ولقيت كل الأنس في نجواكا
ونسيت حبي واعنزلت أحبتي
*** ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى
*** يارب حلواً قبل أن أهواكا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة
*** رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي
*** وبدأت بالقلب البصير أراكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا
*** للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي
*** حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب جئتك نادماً أبكي على
*** ما قدمته يداي لا أتباكى
أنا لست أخشى من لقاء جهنم
*** وعذابها لكنني أخشاكا
أخشى من العرض الرهيب عليك يا
*** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا
يارب عدت إلى رحابك تائباً
*** مستسلما مستمسكاً بعراكا
مالي وما للأغنياء وأنت يا
*** رب الغني ولا يحد غناكا
مالي وما للأقوياء وأنت يا
*** ربي ورب الناس ماأقواكا
مالي وأبواب الملوك وأنت من
*** خلق الملوك وقسم الأملاكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة
*** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة
*** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً
***فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا
*** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي
*** وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي
*** ماخاب يوما من دعا ورجاكا
يارب هذا العصر ألحد عندما
*** سخرت ياربي له دنياكا
علمته من علمك النوويَّ ما
*** علمته فإذا به عاداكا
ما كاد يطلق للعلا صاروخه
*** حتى أشاح بوجهه وقلاكا
واغتر حتى ظن أن الكون في
*** يمنى بني الانسان لا يمناكأ
و ما درى الانسان أن جميع ما
*** وصلت إليه يداه من نعماكا؟
أو ما درى الانسان أنك لو أردت
*** لظلت الذرات في مخباكا
لو شئت ياربي هوى صاروخه
*** أو لو أردت لما أستطاع حراكا
يأيها الانسان مهلا وائتئذ
*** واشكر لربك فضل ماأولاكا
واسجد لمولاك القدير فإنما
*** مستحدثات العلم من مولاكا
الله مازك دون سائر خلقه
*** وبنعمة العقل البصير حباكا
أفإن هداك بعلمه لعجيبة
*** تزور عنه وينثني عطفاكا
إن النواة ولكترنات التي
***تجري يراها الله حين يراكا
ماكنت تقوى أن تفتت ذرة
*** منهن لولا الله الذي سواكا
كل العجائب صنعة العقل الذي
***هو صنعة الله الذي سواكا
والعقل ليس بمدرك شيئا اذا
*** مالله لم يكتب له الإدراكا
لله في الآفاق آيات لعل
*** أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته
*** عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا
*** حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى
*** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما
*** عجزت فنون الطب : من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة
*** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة
***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام
*** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا
*** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء
*** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه
*** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو
*** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت
***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين
*** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا
*** ميت فاسأله: من أحياكا؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً
*** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً
*** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد
*** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو
*** وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا
*** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد
*** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي
*** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى
*** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها
*** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً
*** قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال
*** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج
*** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا
*** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً
*** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها
*** عيناك وانفتحت بها أذناكا!
والله في كل العجائب ماثل
*** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
يا أيها الإنسان مهلا مالذي
*** بالله جل جلاله أغراكا؟
حاذر إذا تغزو الفضاء فربما
*** ثآر الفضاء لنفسه فغزاكا؟
اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً
*** أو مستغلا باغيا سفاكا
إياك ان ترقى بالاستعمار في
*** حرم السموات العلا إياكا
إن السموات العلا حرم طهور
*** يحرق المستعمر الأفاكا
اغز الفضاء ودع كواكبه سوابح
*** إن في تعوبقهن هلاكا!
إن الكواكب سوف يفسد أمرها
*** وتسيء عقباها إلى عقباكا
ولسوف تعلم أن في هذا قيام
*** الساعة الكبرى هنا وهناكا
أنا لا أثبط من جهود العلم أو
*** أنا في طريقك أغرس الأشواكا
لكنني لك ناصح فالعلم إن
***أخطأت في تسخيره أفناكا
سخر نشاط العلم في حقل الرخاء
*** يصغ من الذهب النضار ثراكا
سخره يملأ بالسلام وبالتعاون
*** عالماً متناحراً سفاكا
وادفع به شر الحياة وسوءها
*** وامسح بنعمى نوره بؤساكا
العلم إحياء وإنشاء وليس
*** العلم تدميراً ولا إهلاكا
فإذا أردت العلم منحرفاً فما
*** أشقى الحياة به وما اشقاكا

آخر تحديث
11/7/2009 1:45:45 AM